السبت

الحرب الباردة

كان الأمير الإسباني خوان مانويلي، في القرن الرابع عشر أوّل من استعمل هذا الاصطلاح للتعبير عن تزاحم أو مواجهة بين القوى العالمية الكبرى قد تهدّد بنشوب نزاع مسلّح،

 من دون أن تفضي إلى صدام عسكري مباشر فيما بينها.الحرب الباردة هى الحرب الباردة هي مصطلح يستخدم لوصف حالة الصراع والتوتر والتنافس الذى كان سائداً  بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى بعد الحرب العالمية الثانية وحتى بداية التسعينات عند إنهيار الإتحاد السوفيتى عام 1991م , في ظل غياب حرب معلنة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي قامت القوتان بالاشتراك في عمليات بناء عسكرية وصراعات سياسية من أجل المساندة. على الرغم من أن الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى كانا حلفاء ضد قوات المحور إلا أن القوتين اختلفتا في كيفية إدارة ما بعد الحرب وإعادة بناء العالم. خلال السنوات التالية للحرب, انتشرت الحرب الباردة خارج أوروبا إلى كل مكان في العالم. حيث سعت الولايات المتحدة إلى سياسات المحاصرة والاستئصال للشيوعية وحشد الحلفاء خاصة في أوروبا الغربية والشرق الأوسط. خلال هذه الأثناء، دعم الاتحاد السوفيتى الحركات الشيوعية حول العالم خاصة في أوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية ودول جنوب شرق آسيا. كان الاتحاد السوفيتي وحلفاؤه طرفاً من أطراف الحرب وكان هذا الطرف يسمى بالكتلة الشرقية او المعسكر الشرقي . ومن الجانب الاخر، الولايات المتحدة وحلفاؤها وكانوا يعرفون بالمعسكر الغربي او الكتلة الغربية. وفي الفترة المذكورة قامت عدّة صراعات مسلحة بسبب الحرب الباردة كحرب كوريا، فيتنام , والغزو السوفييتي لأفغانستان. وظلت تلك الصراعات العسكرية محدودة لعدم تعرض الكتل الكبيرة أو شعوبها للأذى.
اقتربت الحرب الباردة من نهايتها في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات. بوصول الرئيس الأمريكي رونالد ريجان إلى السلطة ضاعفت الولايات المتحدة ضغوطها السياسية والعسكرية والاقتصادية على الاتحاد السوفيتى. في النصف الثاني من الثمانينيات، قدم القائد الجديد للاتحاد السوفيتى ميخائيل غورباتشوف مبادرتى بيريستوريكا - إصلاحات اقتصادية – وجلاسنوت – مبادرة اتباع سياسات أكثر شفافية وصراحة -. بإنهيار الاتحاد السوفيتى عام 1991 أصبحت الولايات المتحدة هى القوة العظمى الوحيدة في عالم أحادى القطب.

كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها يتهمون الاتحاد السوفييتي بنشر الفكر الشيوعي في العالم بينما كان الاتحاد السوفييتي يتهم الكتلة الغربية بنشر الإمبريالية ومنع الحركات الثورية. استمرت الحرب الباردة بعد الحرب العالمية الثانية حتى عام 1990 بتفكك الاتحاد السوفيتي. وفي الفترة المذكورة قامت عدّة صراعات مسلحة بسبب الحرب الباردة كحرب كوريا، فيتنام والغزو السوفييتي لأفغانستان. وظلّت تلك الصراعات العسكرية محدودة لعدم تعرض الكتل الكبيرة أو شعوبها للأذى.
في الصراع الاستراتيجي بين الكتلتين، كان هناك صراع من نوع اخر تمثل في الصراعات التقنية وسباق التسلح كما لم يدّخر الطرفان جهداً في عملية التجسس واغتيال عملاء الطرف الند. وتجدر الاشارة ان الصراعات المسلحة الجانبية كحرب فيتنام ومثيلاتها أرّقت منام العالم في احتمال تطور تلك الصراعات إلى حرب عالمية نووية.

كان من نتائج الحرب الباردة انهيار الاتحاد السوفيتي و ميلاد النظام العالمي الجديد الذي نادى به الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الاب ،عقب نهاية حرب الخليج الاولى ، التي اسقطت شبه النظام الاقليمي العربي ، وقد سمح النظام العالمي الجديد للولايات المتحدة الاميركية القطب الذي كسب الحرب الباردة الانفراد بالسياسة العالمية وتطويعهاوفقا لمصالحها ورغباتها وفرض رؤيتها على الدول والتدخل في شؤنها وصار العالم يتشكل وفقا للنمط الاميركي من التعددية الحزبية إلى التجارة الحرة والحدود المفتوحة دون مراعاة لأية خصوصية دينية او ثقافية.
 
وقد تميزت فترة قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية بامتلاك أحد المعسكرين المتخاصمين، (الولايات المتحدة الأمريكية على التحديد) للقنبلة الذرية الفتاكة، وكان ذلك حاسماً في تسريع استسلام الإمبراطورية اليابانية، ثم توصل المعسكر الآخر، (الاتحاد السوفييتي على التحديد) إلى اكتشاف أسرار الذّرة، فأصبح من ثمَّ من الصحيح القول بالتوازن، (وللذّرة مالها من سعة التدمير). لأن أحداً لن يخرج منتصراً في مثل هذه الحرب الماحقة، بل الإنسانية برمتها والحضارة التي صنعتها، هي الخاسرة.

وإذا كانت الحرب الباردة، من حيث التعريف، انتفاء للحرب الفعلية الشاملة، فقد تميز تطورها بقيام سباقين عنيفين حادين أحدهما السباق المتزايد على التسلح خشية أن يتقلقل توازن الرعب، والآخر السباق على مناطق النفوذ في العالم، حتى لايتفوق طرف على طرف في الاستئثار بالتأييد العالمي لنزعاته العقائدية ومصالحه المادية.


نتائج الحرب الباردة
أدت نهاية الحرب الباردة وما حملته من تفكك الاتحاد السوفيتي إلى نهاية توازن القوى الذي تميزت به فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية والذي قام على ثنائية القطب الفاعل في مجرى السياسة الدولية. وأصبح ظاهراً للعيان ما يحمل الاستقطاب الأحادي في طياته من هيمنة وامتداد في السيطرة مشروع أو غير مشروع. ولكن برزت من جهة أخرى إشارات إلى أن أقطاباً محتملة هي في سبيل التكون كالاتحاد الأوربي والصين واليابان، يرافق ذلك قيام التكتلات الاقتصادية الإقليمية وتعاظم دور الشركات المتعددة الجنسيات. وفيما أصبح الانتباه يوجه إلى إمكانات التعاون مع روسية الاتحادية الجديدة ودول آسيا الوسطى التي انفصلت عن الاتحاد السوفييتي، وإلى إنعاش اقتصاديات دول أوربا الشرقية، فإن الحروب الإثنية التي تنفجر، والفقر الذي ينتشر في البلاد المتخلفة، والانفجار السكاني في بلاد العالم الثالث، كل ذلك يهدد بأخطار أكبر مما تعرضت له فترة الحرب الباردة ويحتاج إلى الكثير من الجهد والتعاون، داخل منظمة الأمم المتحدة وخارجها، كيلا تكون الهوة التي تفصل بين العالم الصناعي والعالم الذي يسير في طريق النمو من الاتساع الذي قد يفضي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في العالم.

نهاية الحرب الباردة
. في عامي 1988م و1989م سحب الاتحاد السوفييتي قواته من أفغانستان، وبنهاية الثمانينيات أيضًا بدأ الاتحاد السوفييتي تخفيض قواته التقليدية في شرقي أوروبا. وفي داخل الاتحاد السوفييتي سمح جورباتشوف بمزيد من الديمقراطية وحرّية التعبير. وشَجّع مثل ذلك في أوروبا الشرقية. وفي عام 1989م انتهى الحكم الشيوعي في عدد من بلدان أوروبا الشرقية. ومن ضمنها بولندا والمجر وألمانيا الشرقية وتشيكوسلوفاكيا وتم تحقيق الوحدة بين شطري ألمانيا الشرقية والغربية في عام 1990م. وتفكك الاتحاد السوفييتي إلى عدد من الدول المستقلة غير الشيوعية عام 1991م. وفي عام 1992م أعلن الرئيسان الأمريكي جورج بوش الأب والروسي بوريس يلتسن رسمياً أن بلديهما وضعا حداً للعداوة الطويلة بينهما. ويعتقد كثير من الناس أن هذه الأحداث وضعت نهاية للحرب الباردة.
المصدر :
" الموسوعة العربية العالمية "

هناك تعليق واحد: