الأحد

مقدمة عن الزراعة المحمية

عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  إن قامت الساعة وفي يـد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسهـا فليغرسها. ويقول صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة).

من الأشياء المحببة الى نفسى كثيراً هى الزراعة - وبما أننا ولدنا وعشنا فى بيئة قروية زراعية فكان لابد أن يكون هذا الإهتمام متجذر فى نفوسنا - رغم بعدنا عن الزراعة لفترة طويلة لظروف الدراسة والعمل إلا أن الرغبة فى الزراعة والإهتمام بها صارت هواية محببة لنفوسنا- عندما أجد أى مساحة صغيرة داخل البيت أو خارجه أقوم بزراعته بأى بذور أو شتلات متوفرة - استهوتنى فكرة (زراعة الأسطح) والزراعة فى البيوت المحمية المنتشرة فى كثير من دول العالم العربى وأفريقيا حتى فى أميركا وأوربا حيث تجد بعض المساحات الخضراء الجميلة على أسطح المبانى - من الناس من يزرع بغرض الزينة وتغطية الأسطح بطبقة خضراء جميلة ومنهم  من يعتمد عليها فى تقليل نفقات المعيشة وتوفير بعض الإحتياجات من الخضر والفاكهة بمنزله .

تعتبر الزراعة فى البيوت المحمية هى أحدث الطرق فى الزراعة وقد إنتشرت البيوت المحمية فى السودان بصورة كبيرة فهى تعتبر أسلوباً جديداً ومتطوراً  فى الزراعة لزيادة إنتاج محاصيل الخضر كماً ونوعاً وفى غير أوقات زراعتها كما تساهم بصورة فعالة فى تقليل مشاكل المياه التى تعيق كثيراً عمل الزراعة التقليدية حيث توفر الزراعة فى البيوت المحمية أكثر من 60% من استهلاك المياه فى الزراعة التقليدية لأنها تعتمد على أنظمة متطورة فى الرى وذلك باستخدام تقنية الرى بالتنقيط والرى بالرشاشات,فإذا توفرت البيئة الزراعية والجو المناسب داخل البيت المحمى من وسائل تبريد صيفاً أو تدفئة شتاءً فإن الإنتاج سيكون وفيراً وسيكون المشروع ناجحاً بمشيئة الله.
 من خلال هذه المدونة سأقوم بعرض تجربتى عن زراعة الأسطح , فأنا ليس دارساً للعلوم الزراعية , لكننى أهوى وأعشق الزراعة. ولن أسهب كثيراً فى إبراز الطرق الكبيرة والمعقدة فى الزراعة فهنالك الآلاف من مواقع الإنترنت العربية والأجنبية تذخر بالكثير من المعلومات , فمن أراد أن يزيد معلوماته الزراعية فعليه بزيارة هذه المواقع وسأوضح الروابط لبعض هذه المواقع الزراعية - ونرجوا من كل من له إهتمام بالزراعة أن يتبادل معنا المعلومات حتى تعم الفائدة - فأنا من المداومين على تتبع معظم الأنشطة الزراعية على الإنترنت وعضو مشارك فى كثير من المنتديات الزراعية واستمعت لكثير من المحاضرات عن زراعة الأسطح .

سأبدأ بمشيئة الله العمل تحت شعار (إذا عزمت فتوكل) , إن الله سبحانه وتعالى يعلم النوايا فعليه توكلت وإليه أنبت فإن الله لن يخذلنى أبداً وسأقوم بنقل تجربتى للآخرين فقد أساعد من كان فى حاجة لذلك , وسيكون إعتمادى بعد الله عزً وجلً على تجربتى البسيطة فى الزراعة, وبلا شك سأنجح أحياناً وسأفشل أحياناً أخرى كثيرة ولكننى متفائل بنجاح التجربة بإذن الله.  قال تعالى (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ) ... توكلت على الله وبدأت التجربة وجمعت بين زراعة الأسطح والبيوت المحمية , رغم أننى لم أتمكن من تأسيس بيت محمى حسب المواصفات العلمية المطلوبة (بعض البيوت المحمية تبنى من الزجاج وبعضها من الفايبرقلاس) حيث تتوفر بها كل الأجهزة المطلوبة لحماية ورعاية النبات من معدات تدفئة وتبريد وأجهزة لقياس رطوبة الأرض والجو داخل البيت المحمى  وأخرى لقياس درجة حموضة التربة ودرجة ملوحة المياه - إلا أننى تمكنت من إنشاء بيت محمى بسيط من البلاستيك الزراعى العادى وهو أقل تكلفة , وكان الغرض من هذه التجربة ما يلى:
أولاً : توفير بعض أصناف الخضروات الطبيعية الخالية من الأسمدة الكيماوية للإستخدام المنزلى, وكلنا يعلم أن معظم الخضروات الموجودة فى الأسواق مشبعة بكميات هائلة من السميات نتيجة التسميد العالى والمبيدات الكثيرة والمتنوعة والتى ثبت أن معظمها يؤدى الى كثير من الأمراض الخطرة كالسرطان وبكتيريا المعدة وغيره.
ثانياً : المساعدة فى تقليل المنصرفات اليومية من فاتورة الخضروات , فقد وصلت أسعارها الى أرقام فلكية, حيث قفز سعر كيلو الطماطم إلى أكثر من عشرين جنيهاً.
ثالثاً : إشباع هوايتى ورغبتى فى الزراعة خاصة بعد التقاعد وحتى أشغل نفسى بأشياء مفيدة بدلاً عن لعب الكتشينة والضمنة والطاولة فى الشارع وأمام البقالات وفى النوادى . ومن الأشياء الجميلة والمحببة للنفس النظر الى الخضرة والماء والوجه الحسن.

رابعاً : تعليم الأطفال حب النبات وتحفيز الأبناء وتشجيعهم على الزراعة , وهم بلا شك قد ولدوا فى مناطق غير التى ولد فيها آباؤهم , وتربوا على ثقافة لا تشبه ثقافة آبائهم – فهم لم يشاهدوا كيفية الزراعة ولا يعرفوا أنواع المزروعات – (فأبنائنا لم يحفروا الكوديق ولم يجروا الكارديق ولا يعرفون النوريق ولم يأكلوا الوريق) , فهى فرصة جميلة لربطهم بتاريخهم وثقافة وحضارة أهلهم (والعرجا لى مراحها).

خامساً : التأمل والتفكير فى قدرة الله عزً وجلً وملكوته فالق الحب والنوى الذى يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى , فأنت تشاهد نمو زراعتك يومياً تتعجب فى قدرة الله فيزداد إيمانك بالله وتقوى صلتك بالله سبحانه وتعالى.. يقول الله تعالى׃"(وآيَةٌ لَّهُم ْالْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْه يَأْكُلُونَ, وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ, لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ) صدق الله العظيم.

هناك 4 تعليقات:

  1. ماشاء الله عليك ياود الماحى عينى بارده زراعه جميله تبعث السرور فى النفس ،،،

    ردحذف
  2. الحبيب زكريا مساء النور
    كما توقعت فإن أول تعليق لا بد أن يأتى من صديقى أبو الزيك فلك شكرى وتقديرى ....

    ردحذف
  3. ماشاء الله الاخ احمد والله انا افتكرت الموضوع خاص ببالكتاابة اوالشعر عندما رايت العنوان (مدونةودالماحى) لكن تفاجات لما رايت مايسر ويفرح نتمنى لك التوفيق ومزيدا من الابداع سعادة العميد والى الامام .

    ردحذف

  4. مجموعة من أهم المراجع والكتب لكل المهتمين فكما عودناكم
    تيليجرام يجمعنا وعلى قناة هندسة زراعية موعدنا للاشتراك

    https://t.me/agricultural_eng

    ردحذف