الجمعة

النزاعات فى أفريقيا

"إن الدول الأفريقية نفسها هي سبب معظم المشاكل التي تعاني منها، فأفريقيا هي المنطقة الوحيدة في العالم التي تشهد تصاعدا في عدد الحروب وان 33 دولة من الدول الـ 48 الأقل تطورا في العالم تقع في أفريقيا" من كلمة للأمين العام للأمم المتحدة كوفى عنان.
أنهكت الحروب الداخلية القارة الأفريقية قتلاً وتهجيراً  وجوعاً,قتلت الآلاف وشردت الملايين، تعددت أسبابها ما بين نزاعاًت عرقية قبلية مدمرة كما حدث في رواندا وبورندي بين قبائل الهوتو والتوتسي عام 1994,ونزاعاًت دينية كما حدث في نيجيريا والجزائر والذي بلغت فيها المجازر حداً مرعباً.و نزاعاًت تجارية كما يحدث بين تجار الماس والسلاح والبترول في أنقولا و الساحل الغربي للقارة الأفريقية في سيراليون وليبيريا وغينيا. أو حرب أهلية طاحنة كما هو الحال فى الصومال حيث حصدت هذه الحروب الآلاف,وإنعدم الأمن وسلطة القانون,وأصبح من يملك السلاح هو من يطاع, وظهر ما يعرف بأمراء الحرب. وهنالك أطول حروب القارة فى جنوب السودان.



فى السودان أثرت الحرب الدائرة فى جنوب السودان منذ أكثر من عشرون عاما على النواحي الإجتماعية والسياسية والإقتصادية وغيره ,حيث قتل عدد كبير من المواطنين وتشرد الآلاف منهم ولجأ بعضهم إلي الدول المجاورة. بعد توقيع إتفاق السلام الشامل فى يناير 2005م إستقرت الأوضاع الأمنية نوعا ما, إلا أن الولايات المتحدة والدول التى تدور فى فلكها لم يعجبها هذا الإتفاق مع أنها لعبت دوراً فى تحقيقه فأخذت تشجع بعـض أبناء السودان ليثيروا القلاقل والفتن, بدعوى التهميش وعدم المساواة فى إمتلاك السلطة والمال فظهرت مشكلة دارفور التى أصبحت بفضل الأعلام العالمي من أهم الأسباب التى تثبت وتنزع الحكومات , حتى أن الحكومة الإسرائيلية قالت على لسان وزير خارجيتها أنها لن تقف مكتوفة الأيدي وتتفرج على ما يحدث فى دارفور!

قارة أفريقيا ثاني قارات العالم مساحة ,غنية بمواردها الطبيعية الوفيرة وأراضيها الخصبة وغاباتها الغنية, مما جعلها عرضة للهجمات الإستعمارية القديمة والحديثة بغرض نهب خيراتها وثرواتها . تشهد القارة أكبر الصراعات والنزاعات فى العالم , يمكننا تصنيف النزاعات فى القارة الأفريقية إلي الآتي:


نزاعاًت عرقية وأيدلوجية.  وتعتبر منطقة البحيرات العظمى نموذجًا واضحًا لهذا النمط من الصراعات. إن أشكال النزاع وعدم الإستقرار في هذه المنطقة يرتبط ارتباطاً كلياً بالإختلافات الأيدلوجية والعرقية بين قبيلتي التوتسي والهوتو التى تمتد جذورها فى كل دول منطقة البحيرات العظمى, وعدم إلتزامها بالحدود السياسية التى وضعها المستعمر.


دولة أمراء الحرب .  لقد ظهر هذا النوع الجديد من أشكال الدولة الأفريقية مؤخرا فى ظل ما يعرف بالنظام العالمي الجديد الذى ظهر بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي وسقوط عدد من الأنظمة السياسية القابضة كنظام سياد برى فى الصومال وظهور نخب محلية فى بعض الدول مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وسيراليون وساحل العاج كونت عصابات كبيرة للنهب والسلب المنتظم للموارد الطبيعية لهذه الدول كالماس والذهب واليورانيوم ,ولقيت هذه الجماعات الدعم من بعض الأنظمة الحاكمة وبعض الدول الغربية, حيث أطلق على هذه الدول  دول أمراء الحرب.


النزاعات فى ظل النظام العالمي الجديد. شاع إستخدام العديد من المفاهيم كالعولمة ومكافحة الإرهاب والنظام العالمي الجديد كثيراً ,بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي وإنفراد الولايات المتحدة بسلطة إتخاذ القرارات الدولية فى غياب أو تهميش دور الشرعية الدولية , وترويجها لما يعرف بتغيير الأنظمة السياسية والتحول الديمقراطي ومكافحة التطرف الديني ومحاربة الإسلام بدعوى مكافحة الإرهاب. تبنت بعض النخب الأفريقية التى تجرى خلف الغرب هذه الأطروحات وأخذت تقوم بزرع الفتن وتعمل على إذكاء نار الحروب بين أبناء القارة بدعم وتشجيع من الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب الأخرى.وقيام دول أخري بحروب الوكالة نيابة عن دولة عظمى,كما حدث في الصومال.

الصراعات الدينية. تتم هذه الصراعات بدعوى محاربة الإرهاب ومساعدة الأقليات الدينية المضطهدة, كما حدث فى دعمها لحركة التمرد فى جنوب السودان بدعوى أن هذه الحرب بين المسيحيين الأفارقة المضطهدين فى الجنوب والمسلمين العرب فى الشمال, والصراعات الدينية فى نيجيريا والعراق ولبنان والجزائر وغيرها.

هناك تعليق واحد:

  1. الصراعات الداخلية في افريقيا او ما يعرف بالفوضى القادمة هي استعمار من نوع اخر افريقي افيقي .القارة السمراء تعرف كل أنواع الانتهاكات في حقوق الانسان حقوق المراة الطفل الأقليات يعني هي الدليل الواقعي لعدم احترام تلك الحقوق ودليل الفشل الدولي في تحقيق تلك الحماية وان اكن التدخل الدولي الانساني والعسكري جاء للحد من هذه الانتهاكات ظاهريا لكنه فعليا وامام تحكم العامل الجيوسياسي والاقتصادي المصلحي حال دون تحقيق الامن في المنطقة من جهة ومن جهة أخرى اختلفت الأيديولوجيات لاسباب تلك الصراعات بين ديني سياسي عرقي وقومي واقتصادي وطائفي

    ردحذف