الخميس

مفهوم السلام والحرب في الإسلام

قام الدين الإسلامي علي الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة  ودعا إلى السلام، ومن تتبع نصوص القران الكريم والسنة النبوية المطهرة التي منها وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لأمراء جيوشه في الغزوات . جاء الإسلام  بالحكمة والرحمة والسلام والوئام، وانه جاء بالإصلاح لا بالفساد ,
 ولو أراد الله سبحانه وتعالى أن يجعل جميع البشر أمة واحدة لفعل ذلك لأنه القادر علي كل شيء ولكنه جعلهم مختلفين في شرائعهم وطباعهم لحكمة يعلمها هو. قال تعالي{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحدة وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إلي الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }...
الإسلام مشتق من السلم والسلام وتعاليمه تأمر بالمساواة والأخوة والإنسانية والتسامح.الإسلام لغة هو الإستسلام والإذعان والطاعة, ويعنى اصطلاحاً الإستسلام والخضوع للإله الواحد والطاعة والإمتثال لأوامره وإجتناب نواهيه.لقد وردت كلمة السلام في القران الكريم في عدة سور وآيات تختلف معانيها من آية إلي أخري وجميعها تدعو إلي الفضيلة ومكارم الأخلاق ,فالسلام إسم من أسماء الله تعالي, ويطلق علي الجنة دار السلام ,والسلام تحية الإسلام في الدنيا وتحية الفائزين بالجنة في الآخرة. والإسلام بمعناه السياسي يدعو إلي حل الخلافات بالطرق السلمية والإحتكام إلي السلام إذا دعا الطرف الآخر إليه قال تعالي {وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ علي اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}(3).

إن الجهاد والحرب والغزو في اللغة يدوران حول معنى واحد إلا وهو مقاتلة العـدو , وهو مصـدر الفعـل جاهد ومعناه لغة بذل الجهد والطاقة. فالجـهاد هو الوسيلة التى فرضت للحفاظ علي السلام والعدل وصيانة الكرامة الإنسانية , يبيح الإسلام إستخدام القوة من أجل إقامة الإخاء والوفاق المتبادل وإزالة الشر وقهر الظلم ,قال تعالي {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }.

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يرسل البعثات السياسية والدينية إلي الملوك والرؤساء بخصوص تبليغ الدعوة الإسلامية,فقد كتب إلى قيصر الروم، وكسرى فارس والمقوقس عظيم مصر، والنجاشي ملك الحبشة، وغيرهم, وكانت كل كتبه تبدأ بالسلام وبالآية الكريمة من كتاب الله تعالى{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }. لقد كانت دعوته صلى الله عليه وسلم ولازالت هى الدعوة السلمية للناس جميعاً فى كل زمان ومكان حتى مع الأعداء فى ميدان الحرب والقتال وصدق الله حيث يقول فيه {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }.

الحرب لغة وإصطلاحاً تعنى الخروج على الأصل وهو السلام والسكينة والإستقرار والأمن والأمان للنفس والذات والروح والجسد والمال والولد وكل ما هو كائن فى الحياة لأداء وظيفته التى خلق من أجلها لذاته أم لمصلحة غيره من خلق الله. وقد ورد لفظ الحرب فى القرآن الكريم بما يؤيد هذا فى شأن المحاربين, وقطاع الطرق والمروعين لسلام الناس وأمنهم فى أنفسهم وأموالهم وأوطانهم وغدوهم ورواحهم ومن ذلك قوله تعالى {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }.وقوله تعالى فى شأن الذين يشعلون نار الحرب والفتنة فى العقيدة الإسلامية والتحريف فيها ,قال تعالى {... كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }.

عندما بدأ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم دعوته في المدينة المنورة كانت تقطنها ثلاثة مجموعات سكانية هم:
1.      المهاجرون أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم والذين امنوا من أهل المدينة.
2.      المشركون من أهل المدينة.
3.      اليهود.

لقد واجه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة ظروفاً تختلف  تماماً عن الظروف التي مروا بها في مكة، فهم في مكة وإن كانت تجمعهم كلمة جامعة وهدفاً سامياً واحداً نبيلاً، إلا أنهم كانوا متفرقين في بيوتا شتى، وكانوا ضعفاء، لم يكن لهم من الأمــر شيء، وإنما كــان الأمر بيد أعدائهم في الدين، فلم يكن هؤلاء المسلمون يستطيعون أن ينشئوا مجتمعًا إسلاميًا جديدًا. أما في المدينة فكان أمر المسلمين بأيديهم منذ أول يوم، ولم يكن يسيطر عليهم أحد من الناس، وهذا يعنى أنهم قد آن لهم أن يواجهوا مسائل الحضارة والعمران، والمعيشة والإقتصاد، والسياسة والحكومة، والسلم والحرب، وأن تفصل لهم مسائل الحلال والحرام، والعبادة والأخلاق، وما إلي ذلك من شئون الحياة‏.‏

هناك 5 تعليقات:

  1. hada jamil jida wa choukra lakoum

    ردحذف
  2. شكرا لكم لقد افادني حقا جزاكم الله الف خير

    ردحذف
  3. thanks for your help

    ردحذف
  4. Online Casino | Play the BEST Gambling Slots on
    Online Casino is an online casino that brings together millions of luckyclub players from all over the world. The world's most popular casino games are

    ردحذف