الخميس

قواعد الحرب في الإسلام

الحرب فى الإسلام ضرورة لإقرار السلم ودفع الحروب والعدوان. فرض الله سبحانه وتعالي الجهاد في الإسلام من أجل حماية العقيدة وإعلاء كلمة الحق والدين والحرية وكرامة المجتمع المسلم بهدف الحفاظ علي السلام والعدل وصيانة الكرامة الإنسانية ...

ويرى الفقهاء إن للجهاد ثلاثة أفرع هي مجاهدة النفس ومجاهدة العدو ومجاهدة الشيطان فلإسلام ليس دين حرب وقتال كما يزعم أعداء الإسلام بل هو دين سلام ومسالمة,وعندما شرع الله الجهاد قيده بقيود عديدة ووضع له أسس ومبادئ أخلاقية عالية حفاظاً علي كـرامة  البشر حتى بعد مماته. وقد أباح الإسلام القتال من أجل الدفاع عن العدالة والرأي والعقيدة  وفق شروط محددة هي:
1.    أن يكون القتال ضد المعتدين فقط.قال تعالي {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا انَّ اللّهَ لا يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ }.
2.    أن يكون الإعتداء بمثل نوع العدوان,قال تعالى {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللّهَ وَاعْلَمُوا انَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }.
3.    حسن المعاملة في السلم والحرب. وضع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم منهجاً حضارياً لقادته وجنوده في المعارك حيث قال صلى الله عليه وسلم (اغزوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا إمرأة ولا وليداً).وقد أوصى الخليفة أبوبكر الصديق رضي الله عنه قائد جيشه المتجه إلي بلاد الشام يزيد بن أبى سفيان بالوصايا التالية (لا تقتلن إمرأة ولا صبياً ولا كبيراً هرماً ولا تقطعن شجرة مثمرة ولا نخلاً ولا تحرقها ولا تخربن عامراً ولا تعقرن شاة ولا بقرة إلا لمأكلة ولا تجبن ولا تغلل).وقال تعالي{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ ان تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا اليهم انَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }:
4.    إستغاثة الفئة المستضعفة المعتدى عليها ونصرتها على عدوها. قال تعالى {وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ اهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرا }.
5.    إجارة المشرك وحمايته, قال تعالي. {وَانْ أحد مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَاجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللّهِ ثُمَّ ابْلِغْهُ مَامَنَهُ ذَلِكَ بِانَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ }.
6.    إنذار الدولة المعتدية. قبل القيام بأي عمل مسلح تجاهها ,يجب مناشدتها وقف ممارساتها العدوانية, فإن أبت وجب قتالها.
7.    حسن معاملة الأسرى وحماية ضحايا الحرب, وحدد الإسلام الذين لا يجوز قتلهم كالنساء وكبار السن والأطفال والمرضى كما حدد الأماكن التى لا يجوز الإعتداء عليها كدور العبادة وغيرها.
8.    المساواة أمام القانون .جميع الناس بمختلف دياناتهم ومعتقداتهم متساوون أمام القانون ولا فرق بين لون وجنس و بين عربي أعجمي ,وجعل معيار التفاضل بين الناس هو التقوى,قال تعال {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }. وقد جاء في المادة السابعة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (كل الناس سواسية أمام القانون ولهم الحق في التمتع بحماية متكافئة دون أية تفرقة كما ان لهم جميعا الحق في حماية متساوية ضد أي تمييز يخل بهذا الإعلان وضد أي تمييز علي تحريض كهذا).
9.    الإلتزام بالعهود والمواثيق,قال تعالي{وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ }.
10.  لقبول بالصلح والسلام إذا طلب العدو ذلك . فقد دعا الإسلام إلي قبول سلام أهل الكتاب وغيرهم إذا طلبوا السلام, قال تعالي{وَان جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ علي اللّهِ انَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }.

إن الإسلام دين سلام ومحبة لا دين حرب ودمار وقد شرع الله القتال في الإسلام حماية للعقيدة وحفاظا لكرامة البشرية وقد أباح الإسلام القتال في كثير من الحالات نذكر منها:
1.     حق الدفاع الشرعي ورد العدوان. قال تعالي {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ }.
2.               ردًا علي الظلم الذي يقع عليهم. فقال تعالي {إذنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ علي نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }.
3.     عقوبة علي الخيانة ونقض العهود والمواثيق. وتضم الإتفاقيات التي تعقدها الدولة الإسلامية مع الدول الأخرى، قال تعالي{ وَانِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إلا علي قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }.
4.     نصرة الضعفاء من الرجال والنساء والأطفال. قال تعالي   {وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً }.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق