
اخذت كثير من الدول التقليد الفرنسي ,وأقامت نصبا للجندي المجهول ,رامزة ايضا الي تكريم شهدائها من العسكريين الذين سقطوا في ساحة الشرف ,دون ان يرافق ذلك او يسبقه نقل رفاة شهيد من الشهداء في معركة معينة من مكان استشهاده الي النصب حيث سيدفن ليصبح رمزا للجندي المجهول , وبالتالي للشهداء العسكريين جميعا معروفين ومجهوليين . يدفن الشهداء العسكريين في مقابر عسكرية عموما,وفق مراسم وشكليات محددة ,اما الجندي المجهول فيمكن ان يقام نصبه في اي مكان ,حيث ينتقي لذلك انسب الامكنة لما سيتتبعه من احتفالات وتكريمات .
في الولايات المتحدة ضمت المقابر العسكرية رفاة الجندي المجهول حيث احتفل بذلك في 11نوفمبر 1921م في مقبرة(ارلنغتون)الوطنية . في عام 1958م احتفل الامريكيون ايضا بذكري الجندي المجهول الذي سقط في ميدان الشرف في الحرب العالمية الثانية وفي حرب كوريا! وقد نقش علي ضريح النصب (هنا يرقد بنصر مشرق جندي امريكي لا يعرفه إلا الله). كما اطلق اسم جديد علي النصب (قبر المجهولين),بدلاً من( قبر الجندي المجهول ).
في بعض الإحتفالات الوطنية,خصوصاً خصوصا احتفالات الاستقلال او احتفالات تذكار الشهداء يكرم نصب الجندي المجهول ,فيعزف لحن الموتي ,ويضع رئيس الإحتفال إكليلاً من الزهر علي قبر ذلك الجندي .
إن منطلق هذا التقليد ,اي تقليد تكريم الشهداء العسكريين ,بتكريم نصب الجندي المجهول ,يعود إلي صعوبة تكريم جميع الشهداء من الناحية العملية من جهة ,وإلي أن بعض الشهداء ليس بالإمكان التعرف علي هوياتهم ,بعد استشهادهم ,بفعل الفقدان ,او التشويه اوضياع وثائق هوية الشهيد من جهة ثانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق